جامع عمرو بن العاص

جامع عمرو بن العاص بالقاهرة ثاني أقدم المساجد العريقة في مصر


جولتنا اليوم داخل أروقة جامع عمرو بن العاص بالقاهرة، ذلك المسجد الأثري الذي شهد عديدًا من التغيرات والتوسعات عبر تاريخه الطويل الذي يمتد لأكثر من 13 قرنًا، فتحول من بناء متواضع إلى مزار سياحي تاريخي عتيق يقصده القاصي والداني من داخل مصر وخارجها.

جامع عمرو بن العاص بالقاهرة

يصنف مسجد عمرو بن العاص كأحد أهم المساجد التاريخية في القاهرة، بناه عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ٢١ هجريًا/ ٦٤١ ميلاديًا، بعدما فتح مصر وأنشأ عاصمتها الفسطاط، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. يلقب بـ “تاج الجوامع” و”الجامع العتيق”؛ إذ إنه كان أول جامع أنشيء في القاهرة، وثاني أقدم المساجد في مصر على الإطلاق بعد مسجد سادات قريش الموجود بمحافظة الشرقية، والذي بناه عمرو بن العاص أيضًا لما دخل مصر من جهة الشرق.

وكان الهدف من بناء جامع عمرو بن العاص أن يجتمع فيه المسلمون لأداء فريضة الصلاة، وفي الوقت ذاته يكون مقرًا لجنود جيش الفتح الإسلامي، ومن أهم خصائص هذا الجامع مشاركة نحو ثمانين صحابي في بنائه، مثل: عبادة بن الصامت والزبير من العوام رضي الله عنهما.

بناء المسجد

جامع عمرو بن العاص بالقاهرة

لما أراد عمرو بن العاص بناء جامعه تخير له موقعًا مميزًا يتوسط مدينة الفسطاط، ويطل على نهر النيل من جهة الشمال الشرقي، وكانت الأرض التي وقع عليها الاختيار ملكًا لقيسبة بن كلثوم، فعرض عليه ابن العاص شراءها إلا أنه تبرع بها. وهكذا بُني المسجد على مساحة ٢٣ مترًا في ١٣ مترًا بناءً متواضعًا؛ فكان سقفه من الجريد، وأعمدته من جزوع النخل، وأرضه مغطاة بالحصى.

وكان للمسجد ستة أبواب من جميع الجهات باستثناء اتجاه القبلة، وله بئر اسمها “البستان” خصصت لأغراض الشرب والوضوء، ولم يضم المسجد لا مئذنة ولا صحنًا ولا محرابًا.

وصف جامع عمرو بن العاص

شهد جامع عمرو بن العاص تغييرات وتطويرات عديدة، خاصة في كل من الدولة الأموية والإخشيدية، ثم أحرق وهدم إبان الدولة الفاطمية، وأعاد صلاح الدين الأيوبي بناءه بعد توليه الحكم، وقام بتوسعته وتطويره، ثم توالت التجديدات خلال دولة المماليك وفي العصر الحديث إلى أن وصل إلى شكله الحالي.

يتميز المسجد حاليًا بمئذنتين قصيرتين على الطراز العثماني، تقابلك أولاهما في مدخله في الواجهة، والأخرى على الزاوية القديمة، ويتوسطه صحن كبير مكشوف في وسطه قبة دائرية قائمة على ثماني أعمدة رخامية، وهو محاط بأربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يشتمل على محرابين مجوفين، ويضم أيضًا قبة ضريحية ترجع إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وتبلغ المساحة الإجمالية الحالية للجامع 112.5 في 120.5 مترًا.

معلومات عن مسجد عمرو بن العاص

أصبح جامع عمرو بن العاص في وقتنا الحالي مزارًا سياحيًا مميزًا، بالإضافة إلى دوره المجتمعي والثقافي والدعوي البارز من خلال العديد من الأنشطة، كالمقرأة، ولجنة زكاة المال، والفصول التعليمية، وغيرها، والمسجد مفتوح للزيارة يوميًا على مدار 24 ساعة، وبدون أي رسوم، وموقعه بالتحديد قريبًا من محطة مترو مار جرجس في منطقة القاهرة القديمة.